قد يقولون من طلب رأيك المسطح عنّا، وأين تعلمت تركيب الحروف في جمل الهجاء لتهجونا؟ وبأي ثمن ادركت مركب الصالحين لتشخص العلل فينا ؟
لكنه والله رأي خاص لا نريد به ان ننسب الترف او التطرف ولا ان نكون سببا لما بعد سورة الزخرف، لأنه ياسادة الحق حين يصمت ينسب له الخطأ والباطل حين يمدح يتمادى ويستوطأ
لا أخفيكم اني منذ اكثر من شهرين لم احضر خطبة الجمعة لأننا ببساطة نؤدي واجبنا العسكري وفي تلك البقعة الجبلية المحظور فيها التجوال عنا عموما لا تتاح لنا فرصة الخروج لصلاة او غيرها.
واليوم في احد الاجازات كنت اسعد الناس لأني سأحضر صلاة الجمعة بقريتي واتزاحم مع المصلين، لبست عباءة الايمان وتعطرت بالشوق لرؤية المنبر وصوت الامام، خرجت باكرا قبل ساعة من موعد الصلاة ظننت اني سأدمع خاشعا لأتزود بشي من الصبر والتقوى يعينني في الرجوع الى تلك الغربة والانعزال عن مساجد الله الى حين، لكن فوجئت بموضوع درس ماقبل خطبة الجمعة للشيخ المعني به الذي بداه قائلا " ... اما بعد فلازلنا في تكملة الحديث ( سم الله وكل بيمينك وكل مايليك) "
واخذ مدة الدرس كله يتكلم عن الاكل باليمين وانها مستحبة وسنة و..
واعتقد ان الجمعة المقبلة سيواصل فيه ليكمل "...كل مايليك "
يا سيدي الامام سكان ادرار وكلنا نعرف هاته المواضيع بل اننا نطبقها من صغيرنا الى اكبر شيخ فينا ، ياسيدي الامام اهل ادرار حتى وان لم يكن الاكل باليمنى في احاديث، كانوا سيأكلون بيمناهم لأنه عرف توارثوه من الاجداد، نحن ندرك ياسيدي ان الاكل باليمنى سنة وندرك ان دخول المسجد يكون باليمنى وندرك ايضا ان الدخول لبيت الخلاء يكون باليسرى والخروج يكون باليمنى وندرك ان الوضوء يبدأ باليمين وندرك ان لبس الجوارب يكون بالبدأ باليمين وخلعهم يكون بالبدأ باليسرى وندرك وندرك ..
اما كان الاجدر ان تتجاوز مانعرفه جميعا ونطبقه وتنتقل الى شيء اهم يخص ديننا ودنيانا اوليس الدرس يفقه الناس بدنيهم بالاشياء التي لايعرفونها، اما كان الاجدر ان تحدثنا عن الصلاة التي ضيعناها وعن الاسواق التي ملأناها وعن حال شبابنا وحال واقعنا ورأي الدين فيه وأن تزودنا بما يلبس بناتنا الستر ويعطي شبابنا التقوى و يقوي في الاباء الغيرة على بناتهم واولادهم.... والمواضيع التي تناقش كثيرة والعلل التي يجب ان تفقه فيها الناس متعددة
فلماذا لازلنا نشتغل بدروس الاكل ؟
© جميع الحقوق محفوظة لإذاعة توات أف أم الإلكترونية 2020