.ونحن على بُعد مرمى حجر من تجاوز العالم لجائحة كورونا و على عكس ما كتب مصطفى محمود في كتابه “من الشك الى الإيمان ” قررت ان اذهب مذهبا عكسيا من الايمان الى الشك ِنمتُ لأرى فيما يرى النّائم انني اسرق مقال لكاتب شهير في ذات صباح لا أعرف إن كنت أعاني من حالة تجلي، أم أنها حالة تلبك معوي، جاءت من طول الابتعاد عن أكل اللحوم ، لكني أحسست برغبة عارمة في أن أكتب شيء ، وأنا لا أعلم حقا ما سأكتب فيه ، لذلك قررت أن أجعل مقدمته لفت نظر إلى كونه فعلا عفويا غير مخطط له، وغير محسوب النتائج، فإن كنتَ غير مستعد لقراءة ما قد ينتج عنه فأنصحك بترك المقال فورا ، إلا إن كنت من قراء تصريحات وزير الصحه اليومية فاقرأ ولا تخف، فلقد اكتسبتَ مناعة من كل أنواع السخافات التي اكتشفها العِلم إلى الأن.
يا جزائري ارفع راسك يا أبا وسجل … أننا بدأنا في هذه الدولة بالدخول للمستشفى مجانا، ووصلنا إلى الدخول لدورة المياه ب 20 دج. كنا قبلها نزرع القمح في شقوق الجبال، فأصبحنا بعدها نزرع الشُقق في سهول القمح،. فنحن شعب عظيم استطاع أن يحول 2 مليون كيلومتر قابلة للزراعة الى 2 مليون كيلومتر باركينج. والباقي ممنوع الوقوف والتوقف. شعب كان ينشر يومياته قبل 10 ألاف سنة على جدران الطاسيلي، ثم أصبح ينشر دينه قبل 1300 سنة على الضفة الأخرى للمتوسط. وهو الآن ينشر ملابسه الداخلية على شرفات المنازل لتقطر على الجيران.
هذه الدولة من مواليد جويلية فهي مثلي برج السرطان، لذلك تكره التغير وتحب الأشياء العتيقة. طالعها جيد، ورزقها ممدود، لكنها لا تجيد استخدام ثرواتها. يمكن أن تنجح في عدة وظائف، لكنها تبدع بشكل خاص في وظيفة الصيدلي. فكلما طلبت منها شيئا تعطيك البديل؛ فقد طالبها شباب الأمس بالاستقلال التام أو الموت الزؤام. فحصلوا على دولة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في الاتفاق. ويطالبها شباب اليوم بمفتاح عدل، فتطالبه هي بـ مفتاح الفرج. ولأن السرطان برج قيصر فهي تميل إلى القيصرية في مستشفيات الولادة، وفي قصور الحكم، لذلك ستكون نهايتها “حتى أنت يا بروتس” لكن…
لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد، يُعزل …فقد عزل بن بلة ثم مات بومدين وبعدها عزل الشاذلي ثم مات بوضياف ليعزل زروال. والسؤال هنا بعد موت بوتفليقة من سيعزل الرئيس تبون ؟ هل الإرادة الشعبية ام السلطة العسكرية ام الفتنة الطائفية أم تنظيم داعش ؟؟
أعرف أنك جئت تبحث عن وصايا تعطيك بعض الأمل في كيفية العودة من الإيمان الى الشك ، لكنك لم تجد إلا بعض التساؤلات، أنا لم أخدعك بل أخبرتك من البداية أني لا أعرف شيئا عما سينتج، وأنك ستقرأ على مسؤوليتك الخاصة، لكن تأكد من أن هناك بعضا من أمل في هذه السطور هو أمل بوناطيرو ..