اما بعد.. سيحتفل العالم باختراع لقاح فيروس الكورونا .
سيرفع الناس أعلام بلدانهم عاليا ويرقصون في الشوارع بأكواب البيرة وملابس جميلة عارية على أنغام الموسيقى الصاخبة. سيقبل العشاق بعضهم على الملأ، وسيرفع الناس نشيدهم الوطني ثم يوجهون كلمات الشكر والامتنان إلى الأطباء والعلماء وأساتذة الجامعات وأصحاب المخابر.
سيعانق جاك بروك الشاب الأسود، القادم من هوس افريقيا، حبيبته الشقراء المكللة بكل الانتصارات والمباهج، ثم يقفزان إلى الأعلى ليعلنا انتصار الحب على الفتك.. يمسكها من يدها ويذهبان إلى المقبرة لوضع باقة زهور فوضوية اللون على شاهد قبر جدتها التي قتلها الوباء منذ اسبوعين.
ستدعو ماتيلدا، الفتاة المغرورة بألمانيتها، صديقتها الصينية “تي جاو هو” التي تعمل في شركة البرمجيات على العشاء وتتحدثان طويلا عن الثقافة الصينية ودور الدولة هناك وقوة المجتمع الصيني وتماسكه رغم تعدد اعراقه وأديانه.. ستهدي “تي جاو هو” الفتاة الهادئة المبتمسة، لصديقتها اوتوغرافا صغيرا لصور الصين العظيم، وستراجع ماتيلدا موقفها من الصين وتعود إلى قراءة تاريخ العم ماوتسي تونغ بأكثر موضوعية وتمعن.
سيخرج كابيلو الشاب الإيطالي الموهوب عازف الڨيتار الناشئ وعلى كتفه علم بلده إيطاليا ليعزف في الشوارع ويرقص مع الناس ابتهاجا بهذا النصر وحزنا على جيران فقدهم جراء الوباء.
ستبكي العجوز كاترين بحرقة لفراق حبيبها الابدي وتروي لأحفادها كيف اجتهدت في مساعدة جدهم أثناء نوبات السعال الحار وكيف كانت تطبق توصيات الأطباء بدقة.. ستقول لهم: “كان يحبني أكثر من نفسه، لكن شمسه انطفأت وسيظل نوره في قلبي وقلوبكم” وتنزل دمعة خفيفة على خدها الأبيض المجعد.
سيخرج رؤساء العالم، السياسيون الأغبياء، لشكر مواطنيهم وتكليف العلماء بمزيد البحوث لتجنيب الإنسانية هذه الأوبئة.